روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الجندر الإسلامي وخداع النسويات

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الجندر الإسلامي وخداع النسويات


  الجندر الإسلامي وخداع النسويات
     عدد مرات المشاهدة: 2230        عدد مرات الإرسال: 0

مابين التلفيق والخداع والغش والتدليس أصبحنا نعيش في عالم مليء بالتشوهات والأكاذيب.. عالم أصبحت القوة الناعمة هي أهم أسلحته وأصبحت حرب الافكار أخطر حروبه.

لقد تسللوا لكل جوانب حياتنا ووقفوا أما قلعتنا الحصينة -الأسرة- يحاولون التسلل إليها فوجدوا المقاومة العاتية، حاولوا من جميع الأبواب الأمامية والخلفية ولم يفلحوا فقرروا أن يعقدوا صلحا مع أهل القلعة بحيث يخدعونهم بأنهم يريدون إزالة الغبش عن أفكارهم وأن ما يدعونهم إليه هو عين ما جاء به الدين.

إنهم أنصار النسوية الإسلامية والجندر الإسلامي وغيرها من المصطلحات الغريبة التي أصبحت تطرق أبوابنا هذه الأيام.

فما حقيقة هذه الأفكار؟

¤ الجندر الإسلامي

الجندر أحد المصطلحات الغامضة والمريبة التي أطلت علينا من أروقة الأمم المتحدة وهو أحد المصطلحات التي تستخدمها النسويات بكثرة، والسعي نحوه أحد أهم بنود وثيقة إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وهو يعني ببساطة النوع الإجتماعي الذي يختلف أو يتفق مع النوع البيولوجي، بمعنى أن الإنسان لا يولد ذكر أو أنثى بل يصبح كذلك من خلال التنشئة الإجتماعية، وهو ما يحاربونه بحيث يكون الإنسان حرًا في إختيار نوعه ومن ثم في الوظائف التي يقوم بها، وبالتالي يحاربون الأسرة الطبيعية ويطلقون عليها الأسرة النمطية ويفتحون الباب لكل صور الشذوذ الممكنة.

النسويات العربيات لا يستطعن مواجهة الشعوب بهذه الأفكار الشيطانية فيدّعون أن الجندر هو النظر للذكر والأنثى بإعتبارهما إنسانا وليس بحسب هويتهما الجنسية، وأصبح مصطلح الجندر الإسلامي يعني في نظرهم الكفاح المشترك للرجل والمرأة بحسب الإسلام، وهو خداع واضح لتسريب هذه المفاهيم الخطيرة.

¤ حرب النســوية:

النسوية الإسلامية والجندر الإسلامي مصطلحات خطيرة يتم الترويج لها لإقناع المسلمين والمسلمات أن ما جاءت به النسوية الغربية هو عين مايدعو إليه الإسلام، وبالتالي فلا يوجد ما يدعو لمقاومة أو نقد النسوية فهي مجموعة من الأفكار الإنسانية الراقية التي تتطابق مع جاء به الإسلام، وتتزعم هذه الأطروحة عدد من المستشرقات اللاتي قمن بصك المصطلح من أجل القبول به وترويجه في البلدان الإسلامية! بحيث تضيف كلمة إسلامي هذه إرتياحا نفسيا وجواز مرور داخل المجتمعات الإسلامية فلا تلقى هذه الأفكار النكدة المقاومة التي كانت تقابلها عندما تسعى في زحفها لهزيمة الذات الحضارية للأمة.

إنهم يسعون لعملية تفكيك داخلية بحيث لا تلقى عملية التفكيك تلك أي مقاومة، فليس العدو هو من يحاول تفكيكك وإنما أنت من تقوم بتفكيك نفسك ذاتيا.

¤ برجماتية مريضة:

إنهن يفعلن أي شيء من أجل نشر فكرهم المريض حتى لو أدى بهم الأمر إلى تملق الدين الذين لا يؤمنون بأي دور له في الحياة.

إنهم يعشقون العلمانية ويرون أنها الشكل المثالي للحياة ولكنهم وعلى الرغم من ذلك لا يرفضون التماهي مع ما يطلق عليه الإسلام السياسي وإستخدام أدواته كما يفهمونها من أجل الوصول لأهدافهم إنهم يستخدمون هذا التماهي كبداية وفتح ثغرة.

-وبالنظر إلى الواقع الإجتماعي والسياسي الحالي في العالم الاسلامي فمن الممكن النظر إلى النسوية الاسلامية بإعتبارها بداية أكثر واقعية وقربا لتحقيق إصلاح في العلاقات بين الجنسين، ليس فقط كطريق إستراتيجي لنيل شرعية دينية في مواجهة رجال الدين المسلمين، وإنما أيضا لأنها تصلح لإضعاف مقاومة الرأي العام وجعلها في أضيق نطاق، وبالتالي توسيع القاعدة الداعمة للنضال من أجل حقوق المرأة في المجتمعات المسلمة- المصدر من ثنائية النسوية والإسلام..في البحث عن نهج واستراتيجية لاني اكتوفيا..ترجمة صفية مسعود والكلام للباحثة النسوية وعالمة الاجتماع الأمريكية فالانتين موغادام

بصيغة أخرى إنهن يبجلن الإسلام من أجل هدم الإسلام ودون أن يُتهمن بالخيانة والعمالة للغرب -بل قمن بصياغة العديد من المقترحات لإصلاح الوضع، ولكن بنفس اللغة وداخل نفس الإطار الديني، ويمكن لصوت النسوية الاسلامية أن يتحدى الخطاب السائد في النظم الإسلامية، والاستراتيجية المتبعة في ذلك هي استخدام الأوصاف الاسلامية كسلاح ضد المسؤولين عن إطلاق هذه الأوصاف، أي النظام الإسلامي، وبهذه الطريقة يتحدين التأويلات المعادية للنساء في النصوص الأساسية في الإسلام، ويقمن بتفكيكها في الوقت نفسه، وعندما يؤكدن هويتهن الدينية والقومية، يستطعن نفي أي اتهام لهن بـ الخيانة الثقافية- المصدر السابق.

¤ منهجية الهدم:

وحتى تتم عملية التفكيك الداخلية هذه للذات الحضارية المسلمة فإنه يتم الترويج لعدد من الأفكار الهدامة وإستخدامها كآليات للتفكيك ومن ذلك:

ـ الإعتماد على القرآن الكريم فقط كمصدر وحيد للتشريع بزعمهم ويشككون في السنة النبوية ولا يعتمدون عليها في منهجهم المعرفي وهذه الدعوة لإستبعاد السنة النبوية لم ترتبط بهؤلاء النسويات المستشرقات فحسب وإنما هي الدعوى التي إستخدمها الكثيرون لهدم الإسلام عن طريق إستبعاد المصدر الثاني للوحي الذي يشرح ويوضح ويطبق ما جاء في المصدر الأول.

ـ يرفضون جميع التفاسير ويصفونها بالتقليدية وإن كان هذا الرفض يقوم على برجماتية واضحة من خلال إختيار بعض التفسيرات أحيانا أو الإستعانة بأسباب النزول في أحيان أخرى.

ـ إعتبار القرآن الكريم كتاب تاريخي والإهتمام الشديد بأسباب النزول بحيث يتحول القرآن لعدد من الوقائع الخاصة التي لا تتفاعل ولا تخص إلا أصحابها فقط.

ويتحول القرآن لكتاب تاريخي بلا أحكام شرعية.. كتاب روحي فيه عدد من القيم الخلقية وبعض النظرات التأملية ليس أكثر ويفقد قدرته على الدفع وعلى التفاعل وعلى التغيير.

ـ النقد الحاد للفقه والفقهاء وتتبع أي عثرة لهم كما لو كانوا كهنة صكوك الغفران.. قوم لا خلاق لهم قاموا بمؤامرة بشعة من أجل هدم أحكام الإسلام وإستبدالها بآرائهم الخاصة وتقاليدهم البالية.

ـ أما النقطة الأهم فهي إستخدامهم المنهج اللغوي في تحليل القرآن ودعوة العامة لذلك أيضا فإذا نظرنا للأغلبية الساحقة منهم وجدنا أن العربية ليست لغتهم الأم وهم لم يدرسوها الدراسة اللازمة والكافية فكيف يجرؤون على اقتحام مجال التفسير!

ثمة فارق شاسع بين التدبر والتفسير.. وبطريقتهم لإقتحام التفسير سوف نصل لنتائج لا نهائية من التفسيرات وفقا للهوى الشخصي ونسقط في فخ النسبية المطلقة التي تقود للعدمية كمدارس نسوية ما بعد الحداثة.

تقول إحداهن: إن حقوق المرأة بترت بسبب غلبة المنظور الذكوري لعدة قرون، فقد شاع تفسير معين لآيات القرآن الكريم لم يكن دائماً كاملاً ودقيقاً، بل كان متأثراً بذلك المنظور الذكوري، ولهذا تدعو النساء لأن يجهدن أنفسهن لقراءة القرآن الكريم مجدداً من منظور أنثوي بقصد الدفاع عن حقوقهن -هي الدكتورة ميسم الفاروقي ـ محاضرة في الدراسات الإسلامية قسم اللاهوت بجامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة نقلا عن مقال المرأة المسلمة والنسوية الإسلامية لزكي الميلاد.

وهاهي أخرى تطبق ما فهمته أو أرادته من التفسير حيث انتقدت النزعة الذكورية بحصر الشهادة في جريمة الزنا والإغتصاب بالذكور، ولاحظت أن تطبيق المعايير القرآنية للشهود في حالة الزنا قد انحرف بفعل الثقافة الأبوية ليلحق الأذى بحقوق النساء -هي الدكتورة آصفة قريش ـ نائبة رئيس منظمة الكرامة.

الجدير بالذكر أن هؤلاء المستشرقات النسويات يسعين بالفعل لوضع خطط عملية على الأرض من أجل إقتحام المجتمعات المسلمة متسلحات بتوقير الدين والإسلام كعنوان حتى يحطمن مقاومة الشعوب فهل ننتبه لهن ونسعى لتفكيك وهدم مخططاتهن؟.

الكاتب: فاطمة عبد الرءوف.

المصدر: موقع رسالة المرأة.